ديـواني الشعري

ملامحي البدوية

لو تخفّى بالبدلةِ الرومية
لستَ تُخفي الملامحَ البدوية

لست تُخفي الحنينَ للشرق مهما
راقصتك الحضارةُ الغربية

كلما النفسُ وجّهتني إليها
عاتبتني المعازفُ الشرقية

نغمةُ الرُبع إِنْ سَرَتْ ينطفي
حولي إيقاع هذه المدنية

نغمة الرست، نفحة العود، خطُّ النسخ
وزنُ القصيدة العربية

أيها الغرب لا غَرِيبَ بفردوسك
لكنّ غربتي روحية

فلسفات الإغريق تسقط عندي
بِتَجَلّيٍ وشطحةٍ صوفية

أيها الغرب ما أكونُكَ إلا
فضحتني بداوتي العفوية

أنا يا غرب لم أَكُنْكَ ولا أسطيعُ
إرجاعَ نسختي الأصلية

إن تبعناك للخروج من الجهل
دخلنا في حائط الجاهلية

كم تأملت سترتي وقميصي
في المرايا ولا أرى شخصية

وثيابي بضيقها رمقتني
نظرة لا أخالها ودّية

لستَ منهم، ولن تكون، ولا يقبلك
الآخرون مسخ الهُوية

قدري حين شادني عربياً
أن أشيد الدنيا من الأبجدية

بعصاي التي أهش على الأكوان
أبدعت قُرية كونية

ثم من خيمة ببيداء لم يُعرف
بها الرسم أبلغ العالمية

طلال الخضر
كيمبردج ١. أغسطس. ٢٠١٧


5 Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *