ديـواني الشعري

اردم الخندق

ليس أقسى من المَنونِ فُتونا
غير ما من أذاه ترجو المنونا

والعذابُ المهينُ أرحم لي من
أن أعيش الدنيا نعيماً مهينا

كم خذلتم فما سخطنا وقدمـ
ـتم بقايا دموعِكم فرضينا

يوم جاء الأحزاب من كل فجٍّ
وظننّا بالمسلمين الظنونا

ما ظننا وراءَ خندق سلما~
نَ نلاقي اليهود والمسلمين! 

وبنو إسرائيل كان لهم فر~
عونَ خصماً فكيف صار قرينا؟ 

مركب النصر نحو مكة سار
ليتهم قبل فتحها يركبون

لكن القوم يمموا شطر وهمٍ
لم نصله ولم نعد شاطينا

فإذا ما وجهت قومي الى حطـ
ـطين يوما توجهوا صفينا

دونكم يا قسّامُ عَمرَو بنَ ودٍ
يا أبابيل جدّدي حطّينا

كيف صارت حجارة الطفل صارو~
خاً وأضحت عِصِيّهُ تِنّيناً؟

كَبُرَ الرَمْيُ في يمين صبيّ
حيث شبّت كلتا يديه يمينا

 سلمت هذه الأيادي وخابت
يد من بأسه على الثائرينا 

كلما السامريُّ صَبّ برأسي
زيتَ شكٍ يشبّ قلبي يقينا 

كلما جُنَّ سوطُ طاغيةٍ في
جَلدِ حُلمي يزداد حُلمي جنونا

وإن استعصت الحجارة أضرب
وأكبّر تنشقُّ فتحاً مبينا

 فأرى البيت آمناً وأرى الناس
تصلي بساحه آمنين

وأرانا ومن نحب نلبي
زمراً نحو بابه فاتحين

نُنْبتُ الأرض َجنةً بعدما هم
أنبتوها مشانقاً وسجونا 

هذه الأرض عافها قومُ موسى
فغدا الكون كلُه أرضَ سِينا 

فادخلوها أئمّةً قومَ طَهَ
إن دخلتم فإنكم غالبونا 

ألقِ سلمان مِعْوَلاً ما حسبنا
معولاً أن يدكّ يوماً حصونا

واردم الخندقَ العصيَّ فإنا~
اليوم نغزوهمو ولا يغزونا

5 Comments

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *